الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية تونس بلا قطارات: جريمة في حقّ الشعب!

نشر في  25 مارس 2021  (17:24)

يتواصل العبث بمصالح المواطنين والاستخفاف بالخدمات الموجّهة إليهم على قدم وساق من طرف الشركة الوطنية للسكك الحديديّة التونسيّة، ولا تجدُ هذه المنشأة العموميّة ذات العراقة والتاريخ المديد غضاضةً في الأمر، حيثُ احتجبَت الناقلة الحديديّة عن الظهور لليوم الثالث على التوالي، نتيجة إضرابٍ "عشوائي ومُفاجئ" يشنّهُ الأعوان المنتسبون للمؤسّسة بداعي عدم إيفاء الجهات المسؤولة بتعهّداتها لا سيّما فيما يتعلّق بالجانب المادّي المتمثّل في منحة رأس السنة.

وبين مَطالب ماديّة مَشفوعة بشللٍ تام لأكثر القطاعات حيويّة في تونس، وغيابٍ غير مَسؤول لعنصر التفاعل من القائمين على وزارة النقل من أجل التسريع في حلحلة كل الإشكالات المَطروحة، يبقى حُرفاء «الشيمينو» رَهينة مُفاوضات مُتجمِّدة اتّسمت بـ لي الذراع واستعراض القوّة والتعنّت، حتّى عادت بالوبال على وُجود الشركة واستمراريّتها، لتبلغ الأخيرة مرحلةً صعبة، إطلاقاً، هيَ الأسوأ منذ تاريخ إنشائها، ما جعلَ وزير النقل معز شقشوق يؤكّد في تصريحٍ إعلامي أن لا مناص من تظافر الجهود للنهوض بالقطاع ككُلّ.

وحتّى تدبّ الحياة من جديد في شريان الشركة الوطنيّة للسكك الحديديّة، تُنادي أصوات المواطنين من المتسمّرين يوميّاً في محطّات القطارات بمختلف الخطوط والاتجاهات، إلى ضرورة تدخُّل العقلاء وتغليب منطق الحِكمة وتقريب وجهات النظر بين "الفُرقاء" حتّى تعُم الفائدة على الجميع، وتنتعش خزينة المؤسّسة، في وقت تتخبّط فيه غالبيّة المرافق والمنشآت العموميّة في أزماتٍ لا حصر لها...

ومن موقعنا هذا، نتساءَل بكثير من الحيرة والانزعاج عن مَصير "الناقلة الحديديّة" ونتوجّه إلى المُضطلعين بمهمّة تسييرها برسالة تنطوي على أمانة المسؤوليّة المُناطة برقابهم، فـ خدمة الشعب وإعلاء مَصالحهِ، من أرقى وأسمى القِيَم، أفلاَ تُدرِكون!؟

ماهر العوني